أنصار الله يعلنون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيرة على أرامكو في شرق السعودية

354

وقال المتحدث: “سلاح الجو المسير ينفذ عملية واسعة بعشر طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريص شرقي السعودية”.

وذكرت جماعة الحوثي في بيانها: “نعد النظام السعودي أن عملياتنا القادمة ستتوسع أكثر فأكثر وستكون أشد إيلاما”.

وأدى الهجوم إلى إشعال حرائق في منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة “أرامكو” السعودية العملاقة، في ثالث هجوم من هذا النوع خلال خمسة أشهر على منشآت تابعة للشركة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية قوله: “عند الساعة الرابعة من صباح اليوم السبت (…) باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو (بإخماد) حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار”، مشيرةً إلى “السيطرة على الحريقين والحدّ من انتشارهما”.

وصرّح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية أن “عند الساعة الرابعة من صباح اليوم السبت (01,00 ت غ) باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو (بإخماد) حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار”.

وأشار في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” إلى “السيطرة على الحريقين والحدّ من انتشارهما” من دون تحديد مصدر الطائرات المسيّرة وما إذا أدى الهجوم إلى سقوط ضحايا أو تعليق العمليات. لكنه أفاد عن فُتح تحقيق.

وعززت السلطات السعودية الأمن في محيط الموقعين المستهدفين ومنعت الصحافيين من الاقتراب لرؤية مدى الأضرار في الموقعين النفطيين اللذين كانت أعمدة الدخان تتصاعد منهما.

وفي الأشهر الأخيرة، أطلق الحوثيون المدعومون من إيران خصم السعودية، صواريخ عبر الحدود وشنّوا هجمات بواسطة طائرات مسيّرة مستهدفين قواعد جوية سعودية ومنشآت أخرى، مؤكدين أن ذلك ردّ على غارات التحالف العسكري بقيادة السعودية على المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في اليمن.

ويسيطر المتمردون على صنعاء ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب اليمن منذ 2014. وتحاول القوات الحكومية استعادة هذه الأراضي بمساندة التحالف، في نزاع قتل فيه الآلاف وتسبّب بأكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

تهديد جدّي

ويقع موقع بقيق على بعد ستين كيلومتراً نحو جنوب غرب الظهران، المقرّ الرئيسي للشركة، ويضمّ أكبر معمل تكرير نفط لأرامكو وفق موقع الشركة الإلكتروني.

أما موقع خريص، على بعد 250 كيلومتراً من الظهران، فهو أحد الحقول النفطية الرئيسية للشركة الحكومية التي تستعدّ لطرح أسهمها في البورصة وهو أمر كان مقرراً في الأصل عام 2018 لكنه أرجئ بسبب انهيار أسعار النفط الخام في السوق العالمية.

والدخول إلى الأسواق هو ركيزة أساسية من برنامج الإصلاحات التي تعهّد بتنفيذه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي الذي يعتمد بشكل أساسي على النفط. ورأى الرئيس الجديد لشركة “أرامكو” أمين الناصر أن هذا الأمر يجب أن يحصل قريباً.

وتُظهر هجمات المتمردين اليمنيين أنهم يملكون أسلحة متطورة وتشكل تهديداً جدياً للسعودية لاسيما لمنشآتها النفطية، بحسب خبراء.

وفي 17 آب/أغسطس، أعلن الحوثيون تنفيذهم هجوماً بواسطة عشر طائرات مسيّرة قالوا إنه “الأكثف” على المملكة، ضد حقل الشيبة (شرق). وأشعل الهجوم حريقاً “محدوداً” بحسب أرامكو في منشأة للغاز، من دون وقوع إصابات.

وفي 14 أيار/مايو، تبنّى الحوثيون هجوماً بطائرات مسيّرة في منطقة الرياض ضد محطتي ضخّ على أنبوب نفط يربط شرق المملكة بغربها، ما أدى إلى تعطل موقت للعمليات في الأنبوب.

 توترات

وزاد هذا الهجوم مستوى التوترات المتزايدة في منطقة الخليج، بعد سلسلة هجمات وأعمال تخريب تعرّضت لها ناقلات نفط في أيار/مايو وحزيران/يونيو، نسبتها الولايات المتحدة والسعودية إلى إيران التي تنفي ضلوعها فيها.

وأثار إسقاط إيران طائرة مسيّرة أميركية دخلت المجال الجوّي الإيراني بحسب طهران، الخشية من إشعال الوضع.

وفي حزيران/يونيو، ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اللحظة الأخيرة ضربة جوية على إيران رداً على إسقاطها الطائرة.

وسبق أن تعرّض موقع بقيق الذي استُهدف السبت، لهجوم بسيارة مفخخة تبنّاه تنظيم القاعدة عام 2006. ولم يتمكن المهاجمان اللذان قُتلا في الهجوم، من الدخول إلى معمل التكرير وقُتل حارسان.

وعام 2014، أصدرت محكمة سعودية حكماً بالإعدام على رجل مرتبط بهذا الهجوم وحكماً بالسجنّ 33 عاماً و27 عاماً على آخرَين، بحسب وسائل إعلام حكومية.

وأدان تركي آل الشيخ المستشار بالديوان الملكي ما سماه بالأكاذيب والشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مقاطع مصورة تظهر الحريق فيما يبدو.

وقال آل الشيخ على تويتر: “الحمد لله أمن وأمان… بقيق بخير”.

(وكالات)