تحليل سياسي هام … تقدّم الجيش السوري في شِمال غرب سورية وقُرب استعادته لخان شيخون
مدارات عربية – الجمعة 16/8/2019 م …
* هل يُسَرّع تقدّم الجيش السوري في شِمال غرب سورية وقُرب استعادته لخان شيخون في انفِراط الاتّفاق التركيّ الأمريكيّ حول المِنطقة الآمنة شرق الفرات؟
* ومن الذي قدّم الصواريخ لجبهة “النصرة” التي استخدمتها في إسقاط الطائرة السوريّة في ريف إدلب؟
* وكيفَ سيكون الرّد الروسي؟
في الوقتِ الذي تتفاقم فيه الخِلافات الأمريكيّة التركيّة حول المِنطقة الآمنة وعُمقها في شِمال شرق سورية، ويُهدّد الرئيس رجب طيّب أردوغان مُجدّدًا بالإقدام على خطوةٍ أحاديّةٍ واجتياح هذه المِنطقة عسكريًّا كردٍّ على التّباطؤ الأمريكيّ في التّنفيذ، يُواصل الجيش العربي السوري تقدّمه في الجبهة الشماليّة الغربيّة، ويستعيد خمس قُرى في ريف إدلب، وبات على بُعد 3 كيلومترات من بلدة خان شيخون الاستراتيجيّة.
تقدّم الجيش السوري يتِم بغطاءٍ جويٍّ روسيٍّ، للقضاء على سيطرة هيئة تحرير الشام (النّصرة سابقًا)، وفصائل إسلاميّة أخرى مُتشدّدة على المِنطقة، وبهدف استعادة الطّريق الدولي السريع، الذي يربِط العاصمة دمشق بالشّمال الغربي.
استراتيجيّة “القضم التّدريجي” التي يتّبعها الجيش السوري تُحقّق نجاحات مُتوالية، ويؤكّد مُعظم المُراقبين العسكريين أن فرض سيطرته على خان شيخون المُحاصرة من عدّة جِهات بات مسألة أيّام معدودة.
القيادة الروسيّة حسَمت أمرها، وقرّرت وضع كُل ثقلها العسكريّ خلف خطّة الجيش السوري لاستعادة مُحافظة إدلب، ويعود ذلك إلى ثلاثة أسباب تكمُن خلف هذا التحوّل:
-
الأوّل: قيام هيئة تحرير الشام بقصف قاعدة حميميم الروسيّة الجويّة في مِنطقة اللاذقيّة قبل أسبوعين بصواريخ وطائرات مُسيّرة مُلغّمة.
-
الثاني: فشل كُل المُفاوضات مع الجانب التركيّ في إقناعه بتنفيذ تعهّداته في التوصّل إلى حلٍّ سياسيٍّ مع هيئة تحرير الشام وحُلفائها، وتجنيب المدينة وثلاثة ملايين من المدنيين فيها مخاطِر جمُة على أرواحهم.
-
الثالث: اقتراب لجنة وضع الدستور السوري المُنبثقة عن مُؤتمر سوتشي من اختتام أعمالها، ورغبة الراعي الروسي لإزالة عقَبة إدلب الرئيسيّة للمُضي قُدمًا في عمليّة التوصّل إلى الحل السياسيّ.